فضائل الصلاة
على الرسول صلى الله عليه وسلم
بسم
الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
يقولفضيلة
الشيخ عبد الخالق حسن الشريف (أحد الدعاة في مصر )
للصلاة على النبي ـصلى الله عليه وسلم ـ فضل عظيم.. وسأذكر من ذلك بعض ما ثبت
بالقرآن الكريموالأحاديث
النبوية الشريفة:
أولا:
ـ
أن
العبد حين يصلي على النبي ـ صلى الله عليهوسلم ـ يوافق في ذلك رب العزة سبحانه
وتعالى الذي يصلي على النبي ـ صلى الله عليهوسلم ـ مع اليقين أن الصلاتين مختلفتان
فصلاة الله على رسوله ـ صلى الله عليه وسلمـ ثناء وتشريف، أما صلاتنا فهي دعاء وسؤال
إلى الله تعالى أن يعلي قدر نبينا محمد ـصلى الله عليه وسلم ـ ويعظم من شأنه.
ثانيا: ـ
التخلق
بخلق الملائكة الكرام الذين يصلون علىرسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ .
ثالثا:ـ
اتباع
الأمر الإلهي الوارد في القرآن بالصلاةوالسلام على إمام المتقين ـ صلى الله عليه وسلم ـ .
رابعا:ـ
يحصل
من صلى على رسولالله
ـ صلى الله عليه وسلم ـ مرة واحدة على فضل عظيم وهو أن الله تعالى ينعم
علىهذا العبد بأن
يعطيه عشر أضعاف ما فعل، مع اختلاف عظيم ألا وهو أن ذكر الله لعبدهأعظم وأجل من ذكر العبد للنبي ـ صلى الله
عليه وسلم ـ والدليل على ذلك قول رسولالله ـ صلى الله عليه وسلم ـ "من صلي علي واحدة صلى الله
عليه عشرا" رواه مسلموغيره.
بل ورد عن عبد الله بن عمرو بن العاص قوله: "من صلى على النبي
ـ صلىالله عليه وسلم
ـ واحدة صلى الله عليه وملائكته سبعين مرة" رواه أحمد بإسناد حسن.
خامسا:ـ
أنالمصلي على رسول الله ـ صلى الله عليه
وسلم ـ يرفع له بها عشر درجات،ويحط (يمحى) عنه عشر خطيئات للحديث: "من صلى علي صلاة واحدة صلى الله عليه
عشر صلوات ، وحط عنهعشر
خطيئات، ورفعت له عشر درجات" حديث صحيح.
فما أسعد المصلي المسلم علىرسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ حين يمن الله عليه بكل هذا
الخير بهذا الفعلاليسير
المحبب لقلوب كل المحبين لرسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ .
سادسا:ـ
أن
الصلاةعلى رسول الله
ـ صلى الله عليه وسلم ـ تعدل بالإضافة إلى ما سبق عتق عشر رقاب، وهذاالمعنى وإن كان قد ورد في حديث ضعيف ولكن
يؤكد معناه ما ورد ثابتًا عن أبي بكر رضيالله عنه أنه قال: ما ورد ثابًتا عن أبي بكر رضي الله عنه
أنه قال:
"الصلاة علىالنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أفضل من عتق الرقاب".
سابعا:ـ
ومن
فصل الصلاة علىالنبي
ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنها سبب في شفاعته سواء أكانت الصلاة مستقلة
بذاتها،أم مقرونة
بسؤال الوسيلة له ـ صلى الله عليه وسلم ـ .
روى الطبراني بسند حسن عنرسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : "من قال اللهم صلى على
محمد وأنزله المقعدالمقرب
عندك يوم القيامة وجبت له شفاعتي".
وقال ـ صلى الله عليه وسلم ـ : إذاسمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول، ثم صلوا
علي فإنه من صلى علي صلاة صلى الله عليهبها عشر، ثم سلوا الله لي الوسيلة فإنها منزلة في الجنة لا
تنبغي إلا لعبد من عبادالله وأرجو أن أكون أنا هو، فمن سأل الله لي الوسيلة حلت له
شفاعتي".
ويستمر المؤمن يقطف الثمار المرجوة من أفضال الصلاة والسلام
على النبيالمختار
فيجد أنها: ـ سبب لغفران الذنوب، ومن منا لا يذنب .
ثامنا:ـ
وكذلك
جعلها الله سببًا لكفاية العبد ما أهمه في أمر الدنيا وآخرته.
والدليل على الأمرين السابقين حديث أبي بن كعب – رضي الله عنه
– قال: "كان رسولالله
ـ صلى الله عليه وسلم ـ إذا ذهب ربع الليل قام فقال: يا أيها الناس،
اذكرواالله ، اذكروا
الله ، جاءت الراجفة تتبعها الرادفة، جاء الموت بما فيه، قال أبي بنكعب: فقلت يا رسول الله إني أكثر الصلاة
فكم أجعل لك في صلاتي (دعائي)؟ قال: ماشئت، قال: قلت: الربع؟ قال: ما شئت، وإن زدت فهو خير لك،
قال: فقلت: فثلثين؟ قال: ما شئت وإن
زدت فهو خير لك، فقلت: أجعل لك صلاتي كلها؟ قال: إذا يكفي الله همكويغفر لك ذنبك"
وفي رواية عند الطبراني بإسناد حسن: "إذا يكفيك الله ما أهمك
فيأمر دنياك وآخرتك".
تاسعا:ـ
والصلاة
على رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـسبب لقرب العبد منه يوم القيامة للحديث: "أولى الناس بي يوم
القيامة أكثرهم عليصلاة"
رواه الترمذي وحسنه وصححه الألباني فسعدًا لمن يكون قريبًا من رسول الله ـصلى الله عليه وسلم ـ يوم القيامة.
عاشرا:ـ
وهي
سبب في رد الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـالسلام والصلاة على المصلى والمسلم عليه بعد وفاته ـ صلى
الله عليه وسلم ـ لحديثأبي هريرة: "ما من أحد يسلم علي إلا رد الله علي روحي حتى أرد
عليه السلام" رواهأبو
داود بإسناد حسن، وحكم السلام كحكم الصلاة.
حادي
عشر:ـ
أن
الملائكة تحملصلاتنا
على النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وتبلغها له للحديث : إن لله ملائكة
سياحينفي الأرض
يبلغوني من أمتي السلام" صحيح.
ثانيعشر:ـ
وهي
سبب في أن يقوم العبد على الصراط بعدأن كان يزحف ويحبو عليه لقول النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ
"ورأيت رجلا من أمتييزحف
على الصراط ويحبو أحيانًا ويتعلق أحيانًا فجاءته صلاته علي فأقامته علي
قدميهوأنقذته".
كذلك فالصلاة على النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ تسكن من رعدةالعبد وهو يسير على الصراط لقول النبي ـ
صلى الله عليه وسلم ـ "ورأيت رجلاً من أمتييرعد على الصراط كما ترعد السعفة فجاءته
صلاته علي فسكنت رعدته".
ثالث
عشر:ـ
ومن
فضل الصلاة على النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه يرجى قبول الدعاءإذا قدمها الداعي أمامه فقد روى النسائي
أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـسَمِعَ رَجُلاً يَدْعُو فِى صَلاَتِهِ لَمْ يُمَجِّدِ
اللَّهَ وَلَمْ يُصَلِّ عَلَىالنَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى
الله عليه وسلم «عَجِلْتَ
أَيُّهَا الْمُصَلِّى » . ثُمَّ عَلَّمَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ ـ صلى اللهعليه وسلم ـ وَسَمِعَ رَسُولُ اللَّهِ ـ
صلى الله عليه وسلم ـ رَجُلاً يُصَلِّىفَمَجَّدَ اللَّهَ وَحَمِدَهُ وَصَلَّى عَلَى النَّبِىِّ ـ
صلى الله عليه وسلم ـفَقَالَ
رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم « ادْعُ تُجَبْ وَسَلْ تُعْطَ »
رابع
عشر:ـ
أن
الدعاء إذا كان بين صلاتين على النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فذلكأرجى لقبول الدعاء لوجوده بين مقبولين.
وهي سبب في صلاة الملائكة على المصليعلى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ للحديث:
"من صلى علي صلاة لم تزل الملائكة تصليعليه ما صلي علي.. فليقل عبد من ذلك أو يكثر" حديث صحيح.
خامس عشر :ـ أن الصلاةعلي النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أداء لأقل القليل من حقه
علينا، ومهما فعلنا فلننؤدي حقه علينا، ولكن الله سبحانه وتعالى رضي منا أن نصلي
ونسلم عليه.
سادس
عشر: ـ
أنها سبب في زيادة الإيمان.
ـسابع عشر:
أنها
تبلغ النبي ـ صلى الله عليهوسلم ـ وقد طلب منا الاجتهاد في الدعاء فقال: "صلوا علي
فاجتهدوا في الدعاء،وقالوا:
اللهم صلى على محمد وعلى آل محمد".
أخيالمسلم هذا رسولك:
هذا رسولك الذي أرسله
إليكالله ليرشدنا
إلى طاعته، ويبين لنا طريق الجنة ويهدينا إلى سواء السبيل.. هذا حبيبكالذي تتمنى رفقته في الجنة، وشفاعته يوم
الحساب.. هذا هو الأمين محمد حبيب الرحمنوخليل الرحمن.
هذا النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ من حقه أن تصلي عليه ولقدعلمت كم لهذه الصلاة على حبيبنا رسول
الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ من أفضال.
فهل سارعت لذلك ؟ وهل افسحت لها في قلبك حتى تؤديها حبا وشوقا
طاعة للرحمن،وأداء
لحق الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ عليك ؟
أخي المسلم: وإذا كان هذاالأجر العظيم تحظى به كلما صليت وسلمت عليه ـ صلى الله عليه
وسلم ـ.
فكيف إذاكنت
من جند الإسلام المخلصين ؟ ، فكيف إذا عمقت الإيمان في قلبك وأديت
العبادات علىالوجه
الذي نقل عنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ دون بدعة أو ضلال ؟
لابد وأن الأجرعظيم